قصة ترويها لنا والدة البطلة , وتقول :
احبتي في العالم الجميل هذي قصة بطلتها طفلة لم تتجاوز التاسعة من العمر جسدت فيها معني جميل للحب والتضحية والوفاء .
استيقظت مبكرا كعادتي بالرغم من اليوم هو يوم اجازتي . صغيرتي ريم كذلك اعتادت علي الإستيقاظ مبكرآ ، كنت اجلس في مكتبي مشغولة بكتبي واوراقي..
ماما ماذا تكتبين؟ اكتب رسالة.
هل تسمحين لي بقراءتها ماما؟ لا حبيبتي هذه رسائلي الخاصة ولا احب ان يقرأها احد. خرجت ريم من مكتبي حزينة ولكنها اعتادت علي ذلك،فرفضي لها كان باستمرار.. مر علي الموضوع عدة اسابيع . ذهبت إلي غرفة ريم ولاول مرة ترتبك ريم لدخولي ياتري لماذا هي مرتبكة؟ ريم ماذا تكتبين؟ زاد ارتباكها وردت : لاشئ ماما.
انها اوراقي الخاصة..
تري ماذا تكتب ابنة التاسعة وتخشي أن اراه؟ اكتب ادعية كما تفعلين.قطعت كلامها فجاءة وقالت : هل يتحقق كل ما نكتبه ماما؟ طبعآ يا ابنتي فإن الله يعلم كل شئ..لم تسمح لي بقراءة ما كتبت فخرجت من الغرفة واتجهت الي راشد لكي اقرأ له الجرائد كالعادة, كنت اقرأ له الجريدة وذهني شارد مع صغيرتي فلاحظ راشد شرودي فظن انه سبب حزني فحاول اقناعي بان اجلب له ممرضة كي تخفف علي هذا العبء ياالهي لم ارد أن يفكر هكذا فحضنت راسه وقبلت جبينه الذي طالما تعب وعرق من اجلي انا وابنته ريم واليوم يحسبني سأحزن من ذلك . واوضحت له سبب حزني وشرودي...ذهبت ريم إلي المدرسة وعندما عادت كان الطبيب في البيت فهرعت لتري والدها المقعد وجلست بقربه تواسيه بمداعبتها وهمساتها الحنونة. وضح لي الطبيب سوء حالة راشد وانصرف. تناسيت ان ريم مازالت طفله ودون رحمة صارحتها ان الطبيب اكد لي ان قلب والدها الكبير الذي يحمل كل الحب بدأ يضعف كثيرآ، انهارت ريم واخذت تبكي وترد لماذا يحصل كل هذا لبابا؟ ادعي له بالشفاء ياريم ويجب ان تتحلي بالشجاعة
في كل صباح تقبل ريم خد والدها ولكنها اليوم عندما قبلته نظرت اليه بحنان وتوسل وقالت : ليتك توصلني يوما مثل صديقاتي. غمره حزن شديد فحاول إخفاءه وقال : إنشاء الله سيأتي يوما واوصلك فيه ياريم .
اوصلت ريم الي المدرسة وعندما عدت الي البيت غمرني فضول لاري الرسائل التي تكتبها ريم, بحثت في مكتبها ولم اجد شئ ..تري هل تمزقها بعد كتابتها؟ ربما يكون هنا لطالما احبت ريم هذا الصندوق..يا الهي انه يحوي رسائل كثيرة :
يارب..يارب يموت كلب جارنا سعيد لانه يخيفيني .
يا رب قطتنا تلد قططا كثيرة لتعوضها عن قططها التي ماتت
يارب ينجح ابن خالتي لاني احبه.يارب تكبر ازهار بيتنا بسرعة لاقطف كل يوم زهرة واعطيها معلمتي ، والكثير من الرسائل الاخري وكلها بريئة.
من اطرف الرسائل التي قرأتها هي التي تقول : يارب كبر عقل خادمتنا لانها ارهقت امي. يا الهي كل الرسائل مستجابة لقد مات كلب جارنا سعيد منذ اكثر من اسبوع..قطتنا اصبح لديها صغارا..ونجح احمد بتفوق..كبرت الازهار..ريم تأخذ كل يوم زهرة إلي معلمتها..يا الهي لماذا لم تدعو ريم لشفاء والدها ويرتاح من عاهته؟؟ شردت كثيرآ ليتها تدعو له ولم يقطع هذا الشرود إلا رنين الهاتف المزعج .ردت الخادمة ونادتني : سيدتي سيدتي المدرسة!! مابها ريم؟ هل فعلت شئ؟.. اخبرتني ان ريم وقعت من الدور الرابع وهي في طريقها إلي منزل معلمتها الغائبة لتعطيها الزهرة..وهي تطل من الشرفة وقعت الزهرة ووقعت ريم..كانت الصدمة قوية جدآ لم اتحملها انا ولا راشد..ومن شدة صدمته اصابه شلل في لسانه..فمن يومها لايستطيع الكلام.
لا استطيع استيعاب فكرة موت ابنتي الحبيبة..كنت اخدع نفسي كل يوم بالزهاب إلي مدرستها كأني اوصلها وكنت افعل كل شئ كانت تحبه.
مرت سنوات علي وفاتها وكأنه اليوم ، اتت الخادمة وهي فزعة : سمعت صوت صادر من غرفة ريم. يا الهي هل يعقل ريم عادت؟؟ هذا جنون..تتخيلين لم تطأ قدم هذه الغرفة منذ ان ماتت ريم.
اصر راشد علي ان اذهب واري ماذا هناك . وضعت المفتاح في الباب وانقبض قلبي..فتحت الباب ولم اتمالك نفسي..جلست ابكي وابكي ورميت نفسي علي سريرها انه يهتز.. آه لقد تزكرت لقد قالت لي مرارآ انه يهتز ويصدر صوتآ عندما تتحرك ولكن لا فائدة الآن..لكن ما الذي اصدر الصوت؟ نعم انه صوت وقوع اللوحة التي زينت بآية الكرسي والتي كانت ريم تحرص علي قراءتها كل يوم حتي حفظتها وحين رفعتها كي اعلقها وجدت ورقة بحجم البرواز وضعت خلفه.. يا الهي إنها احدي الرسائل .. ياتري ما الذي كان مكتوب في هذه الرسالة بالذات ولماذا وضعتها ريم خلف الاية الكريمة؟ اظنها احدي الرسائل التي كانت تكتبها ريم..
فتحتها كان مكتوب بها :
يارب .. يارب
اموت انا .. ويعيش بابا
دى اكتر قصة حزينة قريتها و عيطت وانا بكتبها , و القصة دى حقيقية 100 % و الله على ما اقول شهيد